يعبر حزب طلائع الحريات عن استيائه وانشغاله البالغين إزاء القرار المتخذ من طرف الإدارة الأمريكية والمتعلق بالاعتراف بالقدس الشريف كعاصمة للكيان الصهيوني، وهو القرار المثقل بالمضاعفات والآثار الخطيرة.
إن هذا القرار، ذو الخطورة القصوى، المتخذ من طرف عضو في مجلس الأمن للأمم المتحدة، حامي الأمن والسلم الدوليين، هو خرق واضح للقانون الدولي وللوائح الأمم المتحدة التي تعتبر إسرائيل قوة احتلال ليس من حقها تغيير طابع ووضعية الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948، بما في ذلك وضعية القدس الشرقية التي لم تعترف المجموعة الدولية إطلاقا بإلحاقها بإسرائيل.
إن هذا القرار الأمريكي ليجسد القطيعة مع مسار دولي نحوالحل الرامي الى تجسيد الدولتين، وهو المسار الذي ساهمت أمريكا نفسها في وضعه.
إنه قرار مدعم للعنجهية الإسرائيلية، ومشجع لسياستها التهويدية للقدس الشريف ولتماديها في بناء وتوسيع المستوطنات في الأراضي المحتلة، والتي تعتبر (المستوطنات) من بين العراقيل الأكثر خطورة لمواصلة المفاوضات في إطار مسار السلام الذي بوشر منذ أكثر من عشريتين، بمباركة من الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.
إن هذا الإجراء الأحادي، المتخذ برغم تحذيرات المجموعة الدولية، من شانه أن يهدد المنطقة أكثر فأكثر، في وقت تتكاثف فيه الجهود لإعادة إطلاق مسار السلام.
إنه إجراء يجعل أمريكا فاقدة لمصداقيتها في دور الوسيط الذي تدعيالإدارة الأمريكية أنها تقوم به في الشرق الأوسط من أجل حل عادل ونهائي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني في الإطار المحدد من طرف المجموعة الدولية.
إن القرار الأمريكي يعبر عن تجاهل كامل للقضية الفلسطينية، ولا شك أن الرفض الجماعي لهذا القرار من طرف المجموعة الدولية وما أثاره من ردود فعل مستنكرة له عبر العالم، هودليل على عدالة وشرعية هذه القضية.
إن حزب طلائع الحريات، وهو يدين بشدة قرار الإدارة الأمريكية، ليجدد دعمه الكامل للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة على أراضيه المحتلة سنة 1948 وبالقدس الشريف عاصمة لهذه الدولة الفلسطينية