جزائر الشهداء
لو كتب للشهيد أن يعود بيننا اليوم لتألم ألما شديدا لحال الجزائر، جزائر لم تعد تتقدم بل دخلت في ركود و جمود إن لم تتراجع و لم تتقهقر؛ جزائر باتت غير قادرة على مواكبة وتيرة الأمم الأخرى في سيرها المتسارع نحو التطور و الرقي
و لو كتب للشهيد أن يعود بيننا اليوم لاستاء من رؤية الجزائر التي سقى و روى أرضها بدمه، وقد أصبحت مجالا لسخرية أمم العالم تارة وشفقتها تارة أخرى
و لو كتب للشهيد أن يعود بيننا اليوم لانزعج و حزن من رِؤية الجزائر جامدة أمام آفاق مغلقة، منهارة أمام التحديات المتراكمة، و مكبلة في مواجهة حجم الأزمات تلو الأزمات التي لم تعد تعرف كيف تواجهها و تتجاوزها
و لو كتب للشهيد أن يعود بيننا اليوم ، لسكن أعماقه القلق و الحسرة من رؤية جزائر يرتابها الشك في حاضرها و الخوف من غدها؛ جزائر قلقة و حائرة و تائهة؛ و جزائر فاقدة لمشروع وطني جامع و فاقدة لمسار واضح المحطات يضمن سلامة توجهها و فاقدة لمعالم على هذا المسار تدلها على ماذا هي مقدمة و إلى أين هي ذاهبة
و لو كتب للشهيد أن يعود بيننا اليوم لانتابه اليأس و غمرته الحسرة و اليأس- وهو البطل الذي لا ييأس و لا يتحسر- من رؤية الحقوق المهضومة والحريات المطوقة والمواطنة المقهورة؛ و هي الحقوق و الحريات و المواطنة التي سجلها في سجل ثورتنا التحررية المجيدة كمكاسب غير قابلة للتصرف و ضحى بحياته كي تعود كاملة لأهله
و لو كتب للشهيد أن يعود بيننا اليوم؛ لأصيب بالدهشة والذهول من رؤية دولة جزائرية فرضت فيها شخصنة السلطة فرضا، وتحول فيها احتقار الدستور والقوانين إلى سلوك عاد، و ترسخ فيها تعالي الحكام عن تقديم الحساب للمحكومين و لم تعد فيها حدود للعبث بالملك العام و تبديده
و لو كتب للشهيد أن يعود بيننا اليوم، لعاين بذعر ورعب بأن الجزائر لازالت، بعد قرابة العقدين من القرن الواحد والعشرين، بلدا باليا سياسيا، متخلفا اقتصاديا و فاقدا للحيوية اجتماعيا؛ نعم، سيداتي وسادتي، لو كتب للشهيد أن يعود بيننا اليوم ، لكانت له الكثير من أسباب ومسببات الأسف والقلق على ما آلت إليه الأوضاع في بلدنا و على ما أصابته من بلايا سياسية و اقتصادية و اجتماعية
السيد علي بن فليس
القلم الحرّ
وعقدنا العزم أن تحيا جزائر الشهداء
Algériennes, Algériens du Monde, à nous de dire dans quelle Algérie nous voulons vivre, à nous de choisir, à nous d’agir ! Vive l'Algérie ! Vive le Peuple Algérien ! Vive notre Président Monsieur Ali Benflis ! Gloire à Nos Martyrs ! Club des Benflissistes
