اجتمع المكتب السياسي لحزب طلائع الحريات في لقائه الدوري العادي، يوم السبت 09 جوان 2018، بمقره، برئاسة السيد علي بن فليس، رئيس الحزب
قام المكتب السياسي بتقييم للوضع السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي السائد في البلاد
الوضع السياسي
لاحظ المكتب السياسي، بقلق شديد، أن النظام السياسي القائم يتمادى، امام الانسداد السياسي والازمة الاقتصادية و الاجتماعية السائدين في البلاد، في الاكتفاء بتسيير الوضع الراهن وحالة الجمود، همه الوحيد، في ذلك، هو الاستحقاق الانتخابي لسنة 2019
و سجل، بهذا الصدد، تعدد دعوات أحزاب المعارضة للذهاب لإجماع وطني قصد الخروج من الأزمة. و ذكر المكتب السياسي ، في هذا الخصوص، بأن هذا الخيار اعتمده حزب طلائع الحريات منذ انعقاد مؤتمره التأسيسي و ذلك بتبنيه للائحة حول مقاربة سلمية، متفق عليها و متدرجة للخروج من الأزمة وهو الموقف الذي ما فتئت تؤكده هيئات الحزب دوما ؛ و لم يتوقف حزب الطلائع عن الدعوة لحوار سياسي شامل بمشاركة ممثلي السلطة والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية و ممثلي المجتمع المدني من أجل خروج توافقي و مستدام من الأزمة؛ حوار يتحدد شكله و رزنامته و اختيار المشاركين فيه و مبتغاه بطريقة توافقية
إن المكتب السياسي ليستنكر الموقف الأصم وغير المسؤول للنظام السياسي القائم الذي يفضل بقاءه في الحكم على مصالح البلاد والأمة، و بهذا فهو وحده من يتحمل كامل المسؤولية في تمديد عمر الأزمة و في الانزلاقات المحتملة التي قد تنجر عنها
سجل المكتب السياسي، من جهة أخرى وبقلق كبير، التردي المستمر لصورة بلدنا بالخارج لاسيما لدى شركائنا التقليديين و لدى جيراننا و بالمحافل الإقليمية و الدولية في مجال حقوق الإنسان؛ كما يحمل مسؤولية هذا الوضع للنظام السياسي الذي لا يتردد في المساس بالحقوق و الحريات المكرسة دستوريا
ندد المكتب السياسي بالمساس بحرية الصحافة و حرية التعبير خاصة ما تعلق بأساليب الترهيب و الضغوطات و القمع التي ترمي إلى منع الصحفيين لاسيما صحفيي الإعلام الإليكتروني و المدونين و "الداعين لليقظة" من القيام بعمل التحري و إعلام المواطن، الذي يبقى من حقه معرفة كل ما يتعلق بتسيير الشأن العام
يؤكد المكتب السياسي تمسكه بحرية الصحافة و يحيي بالمناسبة، و في هذه الظروف الصعبة، الصحفيين الذين يزاولون مهامهم باحترافية واحترام لأخلاقيات المهنة، كما يعلن عن تضامنه الكامل مع الصحفيين ضحايا القمع العاملين في مختلف وسائل الاتصال والتعبير
و من جهة أخرى، يجدد المكتب السياسي تمسك طلائع الحريات بوحدة الأمة و بسلامة الوطن اللتين دفع الشعب الجزائري من أجلها ثمنا باهظا و يحذر الجزائريين و الجزائريات من كل المحاولات الرامية للمساس بحرمة هذه المكتسبات المقدسة
الوضع الاقتصادي
و في المجال الاقتصادي، سجل المكتب السياسي، مرة أخرى، استخفاف الحكومة في مواجهة الأزمة الاقتصادية و المالية، حيث تتخذ القرارات الاقتصادية حسب الأهواء والرهانات الاجتماعية-السياسية و موازين القوى فيما بين مجموعات المصالح. إن الارتجالية و التردد واتخاذ القرارات ثم التراجع عنها هي كلها محاولات تسير في الاتجاه المخالف لإستراتيجية سليمة لمواجهة الأزمة، كما تعطي الانطباع بأنها مجرد عمليات ترقيعية عشوائية، مما يقوي الشعور بعدم استقرار التشريع الذي يثقل كاهل مناخ الإعمال ويثبّط عزائم المستثمرين المحتملين
إن التقلبات في تسيير التجارة الخارجية و كذا قطاع تركيب السيارات و الضبابية التي تحيط بتسيير ملفات العقار الفلاحي و العقار الصناعي هي كلها مظاهر للصراع الشديد القائم بين مجموعات المصالح للتأثير على القرار الاقتصادي
إن التسيير الآني و الظرفي للتجارة الخارجية هو مؤشر لفشل الآليات التي وضعت لمواجهة الأزمة، ففاتورة الاستيراد لم تعرف انخفاضا معتبرا، في نفس الوقت تسجل فاتورة المواد الغذائية ارتفاعا مستمرا، في حين يبقى نمو الصادرات من خارج المحروقات المعلن مجرد أمنية
و هو نفس الشأن بالنسبة لنشاط تركيب السيارات الذي يراد تمريره على أن العمود الفقري لإستراتيجية صناعية جديدة، و التي لا يمكن اعتباره على الإطلاق مثالا للتنويع الاقتصادي الوطني بسبب الضعف الكبير لنسبة الاندماج الذي جعل منها عملية استيراد لا غير
في هذا السياق، يلاحظ المكتب السياسي، أنه و بعد فشل الحكومة في مسعاها للتخفيض في فاتورة الاستيراد عن طريق تعليق استيراد ما يفوق ألف منتوج، فإنها تسعى للتأسيس "لرسم إضافي مؤقت وقائي" بنسبة مبالغ فيها على المنتوج المصنع المستورد و الذي ستكون أثاره وخيمة على ثمن البضائع المستوردة، حيث يتحمل عبئها المستهلك
أخيرا، ندد المكتب السياسي بالتمادي في العمل التمييزي و بسياسة الكيل بمكيالين بين المتعاملين الاقتصاديين المحليين حسب درجات ولاءاتهم للسلطة القائمة؛ كما ندد بالحواجز و العراقيل التي تعترض حاملي مشاريع الاستثمارات الواعدة الذين يفتقدون للوساطات و العلاقات لدى دوائر سلطة القرار
الوضع الاجتماعي
أما عن الجانب الاجتماعي لاحظ المكتب السياسي، بأنه وبالرغم من التطمينات التي أعلنت عنها السلطات عشية شهر رمضان المعظم، فإن الحكومة فشلت في احتواء التهاب الأسعار على مستوى الأسواق؛ حيث بقي المواطن هو الضحية المباشرة و رهينة المضاربين
إن عجز الحكومة في احتواء اشتعال الأسعار زاد في حدة تدهور القدرة الشرائية للجزائريين والتي هي أصلا في وضع متهاوٍ جراء انخفاض قيمة الدينار و كذا، جراء النتائج السلبية التي خلّفتها القيود المفروضة على الاستيراد بالنسبة لأسعار المواد ذات الاستهلاك الواسع
و عبر المكتب السياسي، عن انشغاله لاستمرار الانسداد القائم بين الأطباء المقيمين و السلطات الوصية، المتواصل منذ حوالي سبعة أشهر و الذي شلّ بعض مصالح المستشفيات؛ و يتأسف لعدم استغلال العرض المسؤول الذي تقدم به، بتاريخ 26 ماي المنصرم، التنظيم المستقل للأطباء المقيمين الجزائريين و المتضمن توقيف الإضراب ومباشرة المداومات بالمستشفيات ابتداء من يوم 3جوان في مقابل استئناف مفاوضات جادة
كما أعرب المكتب السياسي عن عدم فهمه للموقف المتعنت للسلطات العمومية التي لم تستوعب بأن التفاوض هو السلوك الوحيد لحل النزاعات و بأن ممارسة الضغط و التهديد و الترويع و الممارسات القمعية الإدارية لا يمكنها سوى أن تزيد في حدة الحراك القائم و تعقّد أكثر إيجاد الحل
Algériennes, Algériens du Monde, à nous de dire dans quelle Algérie nous voulons vivre, à nous de choisir, à nous d’agir ! Vive l'Algérie Algérienne ! Vive le Peuple Algérien ! Vive notre Président Monsieur Ali Benflis ! Gloire à Nos Martyrs ! Club des Benflissistes
